«الجمال الحقيقي هو جمال الروح» مقولة كنا نسمعها في الماضي من جداتنا وأمهاتنا، وكنا نشعر حين سماعها أنها مقولة جوفاء، يردن بها مواساة الصغيرات في العائلة ذوات الجمال البسيط أو المحدود، لكن بمرور السنوات أدركنا قيمة تلك الحكمة، لا سيما بعد احتكاكنا بجميلات يفتقدن إلى جمال الحوار ولطف المعاشرة. وللأسف نجد أن الثقافة العالمية للجمال رسخت في ذهن بعض النساء، أن إعجاب الرجل بالمرأة يبنى على أساس مظهرها الخارجي ومقدار جمالها، الذي يمكنها من لفت الانظار إليها والاستحواذ على عيون وقلوب المحيطين بها، وهو مفهوم خاطئ وإن كان هو السائد للأسف. في هذا الصدد نذكر رأي الكاتب والسيناريست أسامة أنور عكاشة حول هذا الموضوع: «جمال المرأة يكمن في قدرتها على احتواء الرجل ومنحه الاحساس أنه يمتلك أكثر النساء جاذبية وجمالا، لا من خلال المظهر فقط، لكن بفهم طبيعته ومنحه الامان العاطفي والاهتمام الممزوج بالقدرة على تفهم رغبته في الحرية. فالجمال ليس أساس الحب، بل تفاصيل الجمال هي ما تدفعنا إلى الوقوع في الحب والدليل أنني قد أعشق امرأة لا تمتلك مقاييس نجمات التلفزيون وأرفض جمال نجمه تؤخذ كمثال للانوثه الطاغية. أوبرا وينفري، على سبيل المثال، ليست من جميلات العالم، بل انها قد لا تمتلك المقومات التي تمنحها لقب امرأة جميلة، لكنها تمتلك جاذبية العقل والحوار والروح التي تسيطر على من يستمع إليها فلا يمل من الاستماع إليها، بل انه من الممكن أن يحزن لانتهاء فرصة النظر اليها». وبعيدا عن آراء الرجال، ماذا عن النساء اللاتي لا يشعرن بجمالهن ويرينه منقوصا؟. الخبراء يؤكدون أن هؤلاء النساء يحتجن إلى جلسات لزيادة الثقة بالنفس والنجاح في أحد مجالات الحياة، مهما كان بسيطا، والتأييد من المحيطين بهن. وعلى العائلات ادراك قيمة وأهمية تعزيز الثقة بالنفس لدى الابناء وتشجيعهن على أثبات التفوق والنجاح في أمور عدة، وتفهم مراحل النمو المختلفة التي يمررن بها وبخاصة من الفتيات وتعزيز الجوانب الايجابية التي يتمتعن بها. فالجمال احساس داخلي، كما يقول الدكتور يحيى الرخاوي، أستاذ الطب النفسي، وهذا الاحساس يمنح الانسان نوعا من الرضا والاطمئنان يسيطران، لا على الانسان وحده، لكن على كل المحيطين به. فكن جميلا تر الوجود جميلا